mercredi 12 juin 2013

السكري :درهم وقاية خير من قنطار علاج


 يعتبر مرض السكري من الامراض الأكثر شيوعاً في العالم، ٣٤٧ مليون شخص مصاب بهذا الداء حول العالم حسب احصائات منظمة الصحة العالمية (OMS)  لسنة ٢٠١٣ ، والتي توقعت من خلالها أن مرض السكري سيصبح سنة ٢٠٣٠ السبب السابع للوفاة في العالم بعد أمراض القلب، السيدا وغيرها. علماً أن إنتشار المرض يتفاوت بين الدول، فتشهد الدول النامية إنتشاراً أوسع لهذا المرض (خصوصاً بين عمر ٣٥ و ٦٤ عاما)؛ لقد شهدت هذه الدول في الأونة الأخيرة ثورة إجتماعية واقتصادية ترجمت بتغير في الانظمة الغذائية، إنخفاض أو إنعدام المجهود الجسدي، ميل إلى السمنة وإزدياد نسبة التدخين ... ونذكر على سبيل المثال دول الخليج العربي، حيث أن إكتشاف البترول وما ترتب عنه من ترف وتغيير في نمط الحياة (المأكولات الجاهزة والسريعة (Fast Food) ، إنعدام  الحركة بوجود كل التسهيلات التكنولوجية...) أدى إلى إرتفاع شديد لنسبة مرضى السكري بلغت في الكويت نسبة ٢٠٪ بحسب جريدة ''الكنز'' في حزيران ٢٠١٢ في حين تبلغ نسبة مرضى السكري في الولايات المتحدة الأمريكية ،التي تعاني بدورها من إزدياد مخيف للسمنة، نسبة ٩٬٦٪.    

ما هو مرض السكري ؟ 
السكري مرض مزمن يحدث عندما تقل كمية الانسولين أو عند عدم قدرة الجسم على إستخدام الانسولين بشكل طبيعي. الانسولين، هرمون يفرزه البنكرياس (Pancréas) عند إرتفاع منسوب السكر في الدم بعد كل وجبة غذائية، فيعمد على حث الخلايا على إستخدام هذا السكر (glucose) كمصدر أساسي لصناعة الطاقة،  بهدف إعادة منسوب السكر إلى طبيعته أي ما بين ٠٬٨ - ١٬٢ غرام/لتر. هناك نوعان مختلفان من مرض السكري : النوع الأول (diabète de type 1) ناتج عن إنتاج ضئيل وغير كافي للانسولين، و هذا النوع من السكري قد يصيب الأطفال والأشخاص تحت سن ال-٤٠، على المصاب  في هذه الحالة تلقي جرعات  دائمة ومنتظمة من الانسولين. وإذا كان النوع الأول من السكري غير مرتبط بالنظام الغذائي فالنوع الثاني (diabète de type 2) يترافق مع السمنة، نمط الحياة وقلة النشاط الجسدي ... هذا النوع من السكري ينتج عن سوء إستخدام الجسم للانسولين، ويتطور المرض بشكل تدريجي وهذا ما يصعب على المصاب ملاحظة عوارضه (الاحساس بالعطش والجوع الدائم ، ضعف النظر، الارهاق، التبول المفرط ...). ينبغي الإشارة أن ٩٠٪ من مرضى السكري يعانون من النوع الثاني المرتبط في نمط الحياة (Diabète de type 2). يتسبب مرض السكري في مشاكل متعددة تصيب القلب، الشرايين، العيون، وأيضاً الأعصاب؛ تعتبر الوقاية الطريقة الانجح للتغلب على هذا الداء. 

ما هو السكر ؟ لماذا ندمن عليه؟
 إن علاقتنا الشائكة مع السكر تبدأ منذ الطفولة، فنحن نولد بميل أكبر إلى المذاق الحلو مقارنةً بمذاقات أخرى؛ لهذا ينصح خبراء التغذية الحد من هذا الميل عند الأطفال بتقليل كمية المأكولات ذات المذاق الحلو خصوصا في السنوات الأولى من العمر. أما عند الكبار فالسكر يخلق نوع من الادمان، فأمام قطعة حلوى لا يمكننا أن نقاوم بالرغم من اننا نعي أحياناً مخاطر الإفراط في تناول هذه المأكولات... والسبب في ذلك أن السكر يحسن المزاج (mood-booster) بجعل الجسم يفرز هرمون الفرح (sérotonine) لهذا نحتفل دوماً بوجود الحلويات !! كما أن '' السكر يجلب السكر '' فبعد تناول كمية من السكر ترتفع نسبة الانسولين في الدم محاولةً تخفيضها وهذا ما يحدث هبوط مفاجئ في كمية السكر في الدم ويجعلنا من جديد بحاجة إلى إستهلاك دائم للسكر... فماهو السكر وكيف يتفكك في الجسم؟
بعد كل وجبة غذائية يتفكك الأكل إلى مواد بسيطة سهلة الإمتصاص عبر المصران (les intestins) وهذا ما يحدث لمختلف مصادر السكر (كالنشويات، الفواكه، الخبز...) التي نتناولها والتي تتحول معظمها بعد الهضم إلى ما يعرف بسكر العنب ''الجلوكوز'' (glucose) وهو السكر البسيط الذي يمتصه المصران وينقله الدم إلى معظم خلايا الجسم.  ''الجلوكوز'' مصدر أساسي للطاقة فتستهلكه عضلاتنا بشكل كبير، كما تعتبر  الخلايا  العصبية في الدماغ (neurones)  من أكثر الخلايا المستهلكة لسكر ''الجلوكوز'' فهي، وعلى عكس العضلات، غير قادرة على تخزين السكر، انها بحاجة إلى الامداد المستمر بالجلوكوز وأي نقص يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بكوما (Coma).
من المهم معرفته، أن هناك ثلاث أنواع من السكر البسيط التي نجده في الدم :  ''الجلوكوز'' وهو السكر الذي لا يمكن الإستغناء عنه كما سبق وذكرنا، '' الغلاكتوز '' (galactose) السكر الذي نجده طبيعياً في الحليب والذي يتحول في الكبد إلى ''الجلوكوز''، و '' الفروكتوز '' (fructose) وهي موجودة طبيعياً بالفواكه بشكل قليل وتعطي النكهة الحلوة التي تميز السكر ولكن نجدها بنسبة ٥٠٪ في السكر البودرة الذي نستخدمه في حياتنا اليومية، إن '' الفروكتوز '' في كميته الطبيعية المعتدلة يتحول بواسطة الكبد إلى جلوكوز، ولكن استهلاكه بكمية كبيرة يجعله يتحول إلى دهون ما يؤسس إلى السمنة وبالتالي  أمراض مزمنة كالسكري، وأمراض القلب والشرايين... وتدل الدراسات أن هذا النوع من السكر  '' الفروكتوز '' ، نستهلكه بكمية أكبر لأنه لا يشعرنا على عكس ''الجلوكوز'' بالشبع وقادر على إحداث نوع من الإدمان وهو مستخدم كثيراً لتحلية المشروبات (خصوصاً الغازية منها) والمواد الإستهلاكية الأخرى ...

 كيف يمكننا تجنب مرض السكري ؟؟
اثبتت الدراسات أن تغييراً بسيطاً في نمط حياتنا وفي عاداتنا الغذائية، كافي لتجنب الإصابة بمرض السكري أو تأخير الاصابة به (وهنا اتحدث عن النوع الثاني من السكري diabète de type 2). من أهم ما يمكن القيام به: أولاً المباشرة بتقليل بشكل تدريجي كمية السكر التي نزيدها يومياً إلى السوائل (قهوة، شاي...)  وتحلية الحلويات قدر الإمكان بمواد محلية طبيعية و صحية (عسل، دبس، sirop..)، ثانياً الإنتباه إلى ما نشتريه من السوق وتجنب كل ما يضاف إليه سكر أو فروكتوز. ثالثاً إعتماد النشاط والحركة اليومية على الأقل لمدة نصف ساعة في اليوم؛ وإلى كل الذين يعتبرون أن لا وقت لديهم للرياضة عليهم على الأقل أن يكونوا نشيطين خلال اليوم ويبتدعوا  طرقاً تمنحهم حيوية ونشاط  كصعود الدرج بدلاً من إستخدام المصعد، أو ركن السيارة بعيداً عن مكان العمل والذهاب مشياً... هذا النشاط اليومي بالإضافة إلى الرياضة يساعدنا على حرق السكر الفائض في الدم بدلاً من تكدسه على شكل دهون وتأسيس لمشاكل خطيرة في القلب والشرايين (الجلطة...).بإختصار النشاط و النظام الغذائي السليم (سكر و دهون أقل) يجنبنا مرض السكري وما يتبعه من مشاكل.

أخيراً تدل الاحصاءت أن استهلاكنا للسكر في إرتفاع خطير ففي حين كان لا يتعدى ٤ ملاعق يومياً من ١٠ سنين اصبحنا نستهلك اليوم ٢٢ ملعقة يومياً ومعظم هذه الكمية ناتجة عن السكر المضاف إلى مأكولاتنا دون أن ندري !! لذلك فريق من الباحثين في كاليفورنيا إقترحوا زيادة الضرائب على هذه المأكولات، زيادة تشبه تلك التي نشهدها على الكحول والتبغ لما للسكر من مخاطر قد تكون في بعد الحالات أكثر فتكاً من الكحول والتدخين وغيرها...







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire