mercredi 26 juin 2013

المضادات الحيوية تزيد من خطورة البكتيريا

إن سوء إستخدام المضادات الحيوية (antibiotiques) وإفراط الأطباء في وصفها، أدى إلى زيادة مقاومة البكتيريا لها وبالتالي إنخفاض فعاليتها. وفي ظل ضعف إستثمار شركات الأدوية في تطوير المضادات الحيوية أو البحث عن أخرى جديدة، بإعتبار أن هذا المجال غير مربح، نواجه حالياً أزمة قد تعيدنا إلى ما قبل ١٩٢٨ حين اكتشف الكسندر فليمنغ (Alexandre Fleming)  أول مضاد حيوي: البنسلين (Pénicilline)!! كيف تكتسب البكتيريا هذه المناعة لتقاوم الادوية؟  وكيف يواجه العلم هذه المعضلة؟   


إن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية (antibiotiques) ليست بالعملية المعقدة. انها تعتبر، مثلاً  غير معقد لنظرية '' التطور'' (Evolution) التي أسسها العالم داروين (Darwin). المضادات الحيوية تستخدم في حال الإصابة بالعدوى للقضاء على البكتيريا أو للحد من تكاثرها. انها تستخرج من البكتيريا أو الفطريات؛    التي تفرزها للدفاع عن نفسها بالقضاء على بكتيريا أخرى تهدد وجودها.
 البكتيريا التي تصيبنا بالعدوى ليست جميعها متشابهة فهناك دائماً قلة قليلة منها تملك خللاً في الجينات (mutation)، هذا الخلل قد يؤثر في بعض الأحيان على خفض حساسية البكتيريا تجاه المضادات الحيوية مما يجعلها '' مقاومة '' للأدوية. لهذا، المضادات الحيوية تفتك بسرعة بالكمية الأكبر من البكتيريا في حين أنها لا تقوى على البكتيريا المقاومة (Bactéries résistantes). هذه العملية تسمى ''إنتقاء'' (Sélection)، وهذا ما يسمح للبكتيريا المقاومة بالتكاثر والتأسيس لظهور جيلاً جديداً من البكتيريا المقاومة التي تتطلب إستعمال مضاد حيوي أقوى لازالتها!! من أهم البكتيريا التي أصبحت مقاومة للبنسلين، هي العنقودية (staphylocoques) والتي تكثر في المستشفيات وقد تؤدي إلى الوفاة. 

كيف يمكننا الحد من ظهور البكتيريا المقاومة ؟ 

١) من المفروض أن المضادات الحيوية لا تعطى من دون وصفة طبية، ولكن إن لم تكن هذه الاجراءت متخذة علينا عدم إستهلاك المضادات الحيوية إلا عند الحاجة الماسة، كما علينا التنبه أن ليست كل الحالات تعالج بالمضادات الحيوية فهناك حالات كالرشح والزكام تسببها الفيروسات وبالتالي لا تنفعها المضادات الحيوية التي ينحسر مفعولها على البكتيريا فقط.
٢) إتباع إرشادات الطبيب!! الطبيب عادةً عند وصف المضدات الحيوية يطلب من المريض أخد كل حبات الدواء التي وصفها حتى بعد شعوره بتحسن ملحوظ. هذا الإجراء مهم جداً للحد من ظهور البكتيريا المقاومة وذلك أن البكتيريا  القليلة المتبقية عند توقف العلاج قادرة على نشر العدوى وتكون في غالب الأحيان أنشط من العادة.
من جهة أخرى تعتبر المستشفيات أكثر الأماكن التي تساهم في نقل العدوى وخصوصاً المستعصية منها لذلك عمدت الولايات المتحدة إلى فرض اجراءت صارمة في المستشفيات مثل نظافة الجسم الطبي (تطهير اليدين بعد كل معاينة...)، فصل المصابين بالعدوى عن باقي المرضى، السرعة في تشخيص حالات العدوى ... ساهمت هذه الاجراءت في الحد من ظهور حالات جديدة من العدوى. 



ما الذي يعيق تطوير المضادات الحيوية؟ وما هي الحلول المطروحة؟
في حين تتهافت شركات الأدوية على البحث عن حلول وعلاجات لمرض السرطان، الاستثمار في مجال تطوير المضادات الحيوية أو إيجاد أدوية جديدة يعتبر غير كافي و لا يشكل أولوية عند هذه الشركات. والسبب الأساسي في ذلك هو المردود المادي، ففي مقارنة سريعة يبلغ ثمن دواء لمعالجة السرطان الآف الدولارات، في حين لا يتعدى ثمن المضادات الحيوية مئات الدولارات!! كما أن المضادات الحيوية لها مفعول سريع ويصفها الطبيب خلال فترة زمنية قصيرة لتجنب ظهور بكتيريا مقاومة - كما سبق وذكرنا- وهذا لا يحقق الربح لهذه الشركات. وما يزيد الطين بلة هو إمكانية مقاومة البكتيريا لهذه الأدوية وبالتالي تصبح غير مجدية وتفقد قيمتها بالكامل. كل هذه العوامل تجعل هذا المجال غير جاذب للإستثمار.

 حالياً، تسعى الدول جاهدة لتشجيع الباحثين على تطوير المضادات الحيوية وإكتشاف أخرى جديدة، ومن أهم الخطط المعتمدة: تمديد صلاحية براءة الإختراع، تقديم المكافأت للشركات المتقدمة في هذا المجال كتقديم الولايات المتحدة ٤٠ مليون دولار لشركة GlaxoSmithKline لمساعدتها وتشجيعها  ... وجديد البحث في مجال تطوير المضادات الحيوية، تمكن فريق من جامعة بوسطن من زيادة فعالية المضادات الحيوية الحالية بإضافة عنصر الفضة. لقد عرف الفضة كمضاد للبكتيريا منذ عقود، ولكن طريقة محاربته للبكتيريا لم تكن مفهومة. هذه الدراسة الجديدية التي اجريت على الفئران دلت أن الفضة قادر على خلق '' مسام '' في غلاف البكتيريا ما يسهل دخول المضادات الحيوية بشكل أسهل والقضاء على البكتيريا حتى المقاومة منها. تعتبر هذه النتيجة التي توصل لها هذا الفريق واعدة ولكن تتطلب المزيد من الدراسات لمعرفة كمية الفضة المناسبة الواجبة اضافتها على المضادات الحيوية من جهة وإختبار فعالية هذه التركيبة على الانسان من جهة أخرى.
 وفي المجال نفسه، وفي دراسة ما زالت في بدايتها،  أظهر فريق في سيدني (أستراليا) أن زيادة العسل على المضادات الحيوية (Oxaciline، Rifampicine)، يساهم في تعزيز فعاليتها والحد من تكاثر البكتيريا العنقودية التي أصبحت خطيرة!! أما مكونات العسل المسؤولة عن هذا الدور لا تزال مجهولة وتتطلب المزيد من البحث.   

نظرية التطور بحسب داروين : التطور هو حدوث تغير في الجينات قابل للتوريث يؤدي إلى زيادة فرصة بعض الأفراد الحاملين هذا التغيير بالتكاثر أكثر من الأفراد الذين لا يحملونها. ومع الوقت، يمكن أن تنتج هذه العملية ما نسميه انتواعاً، أي تطور نوع جديد من الأحياء بدءاً من نوع موجود أساسا.     
1) Müller, P., et al. (2013) Synergism between Medihoney and Rifampicin against Methicillin-Resistant Staphylococcus aureus (MRSA)PLoS ONE 8(2), e57679. doi:10.1371/journal.pone.0057679

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire